الإمام نافع

فهرس المحتويات

  ترجمة الإمام نافع   أشهر الرواة عن الإمام نافع   قالون   ورش   منهج نافع في القراءة

ترجمة الإمام نافع

إمام المدينة ومقرئها أبي رويم ويقال أبو الحسن .
اسمه : نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي .
كنيته : أبو رويم – وقيل أبو الحسن وقيل أبو عبد الرحمن .
مولده : في حدود سنة سبعين.
توفي : سنة تسع وستين ومائة على الصحيح .
أصله : من أصبهان ، وكان أسود اللون حالكا .
كان إمام الناس في القراءة بالمدينة .
انتهت إليه رياسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين ، أقرأ بها أكثر من سبعين سنة .
قال سعيد بن منصور : سمعت مالك بن أنس يقول : قراءة أهل المدينة سنة .
قيل له : قراءة نافع .
قال : نعم .
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي : أيُّ القراءة أحب إليك ؟ قال : قراءة أهل المدينة .
قلت : فإن لم تكن .
قال : قراءة عاصم .
أحد القرّاء السبعة : كان إذا تكلم يُشم من فِيه رائحة المسك .
قيل له : أتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس ؟ فقال : إني لا أقرب الطيب ولا أمسه .
ولكن رأيت فيما يرى النائم أن النبي صلّى الله عليه وسلم يقرأ فِي فِيَّ فمن ذلك الوقت يُشم من فمي هذه الرائحة .
وقيل له : ما أصبح وجهك وأحسن خلقك .
فقال : كيف لا أكون كما ذكرتم وقد صافحني رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن الكريم في النوم .

قال الشاطبي :

فأما الكريم السر في الطيب نافعٌ              فذاك الذي اختار المدينة منزلا

وقالون عيسى ثم عثمان ورشهم                      بصحبته المجد الرفيع تأثَّلا

والكريم السر الشريف الباطن والمجد والشرف .
والتأثل الارتقاء إلى أعلى الشيء .

فأما الكريم السر في الطيب نافع : قرأ على سبعين من التابعين منهم : أبو جعفر يزيد بن القعقاع .وشيبة بن نصاح ، ومسلم بن جندب ، ويزيد بن رومان ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج .
وقرأ أبو جعفر على عبد الله بن عياش ، وعلى عبد الله بن عباس ، وعلى أبي هريرة ، وقرأ هؤلاء الثلاثة على أُبيّ بن كعب ، وقرأ أبو هريرة وابن عباس على زيد بن ثابت وقرأ زيد وأُبي على رسول الله صلّى الله عليه وسلم .
وقرأ شيبة ومسلم وابن رومان على عبد الله بن عياش .
وسمع شيبة القراءة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وقرأ عمر وزيد وأُبيّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلم .
وروى القراءة عنه طوائف لا يحصى عددهم ، وممن تلقوا عنه الإمام مالك بن أنس والليث بن سعد .


أشهر الرواة عن الإمام نافع

وأشهر الرواة عنه اثنان : قالون وورش


1- قالون

اسمه : عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله الزرقي مولى بني زهرة .
كنيته : أبا موسى .
لقبه : قالون .
يقال إنه ربيب نافع « ابن زوجته » وقد لازم نافعاً كثيراً ، وهو الذي لقبه بقالون ، لجودة قراءته ، فإن قالون بلغة الرومية : جيد .
مولده : ولد سنة مائة وعشرين في أيام هشام بن عبد الملك .
وفاته : توفي سنة عشرين ومائتين في عهد الخليفة المأمون .
أخذ عن نافع القراءة التي تلقاها نافع من أبي جعفر ، والقراءة التي اختارها نافع وعرض القراءة أيضاً على عيسى بن وردان .
قال : قرأت على نافع قراءته غير مرة .
قيل له : كم قرأت على نافع ؟ قال : ما لا أُحصيه كثرة إلا إني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة .
وقال : قال لي نافع : كم تقرأ عليّ ؟ أجلس إلى اصطوانه حتى أُرسل لك من يقرأ عليك .
وروى القراءة عنه أُناس كثيرون سردهم واحداً واحداً الإمام ابن الجزري في طبقات القرّاء .
قال أبو محمد البغدادي : كان قالون أصم شديد الصمم ، لا يسمع البوق ، فإذا قرئ عليه القرآن سمعه .
وكان يقرئ القراء ، ويفهم خطأهم ، ولحنهم بالشفة ، ويردهم إلى الصواب .


2- ورش

اسمه : عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم .
كنيته : أبو سعيد ، عثمان بن سعيد المصري .
لقبه : ورش ، لقبه شيخه نافع بورش لشدة بياضه ، وقيل إن نافعاً لقبه بالورشان « طائر يشبه الحمامة » لخفة حركته ، وكان على قصره يلبس ثياباً قصاراً ، فإذا مشى بدت رجلاه .
وكان نافع يقول : هات يا ورشان ، اقرأ يا ورشان ، أين الورشان ؟ ، ثم خفف فقيل « ورش » ، وقيل إن ورش : شيء يصنع من اللبن ، لقبه به لبياضه .
وهذا اللقب لزمه حتى صار لا يعرف إلا به ، ولم يكن شيء أحب منه فيقول : أستاذي سماني به .
مولده : ولد سنة عشر ومائة بقفط بلد من بلاد صعيد مصر .
وأصله من القيروان .
وفاته : توفي بمصر في أيام المأمون سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنة .
انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه ، لا ينازعه فيها منازع ، كان حسن الصوت ، جيد القراءة لا يمله سامع ، مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد ، رحل إلى نافع بالمدينة فقرأ عليه عدة ختمات ثم رجع إلى مصر وأقرأ الناس مدة طويلة .

وقالونُ عيسى ثم عثمان ورشهم                        بصحبته المجد الرفيع تأثلا

وقالون وورش من القسم الأول : من أخذ عن الإمام مباشرة .


منهج نافع في القراءة

لنافع في القراءة اختياران ، أو منهجان ، أقرأ قالون بأحدهما وورشاً بالآخر .

منهج قالون

1- إثبات البسملة بين كل سورتين ، إلا بين الأنفال وبراءة فله ثلاثة أوجه ، القطع ، السكت ، الوصل ، والثلاثة من غير البسملة .
2- قصر المد المنفصل وتوسطه أربع حركات .
3- إدغام الذال في التاء في اتخذتم وشبيهاتها .
4- ضم ميم الجمع مع صلتها بواو إن كان بعدها حرف متحرك سواء كان همزة أم غيرها نحو ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ) وله القراءة بصلة الميم وعدمها .
5- تسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمة ، مع إدخال ألف بينهم بمقدار حركتين نحو : ءَأَنتم ، أئنكم ، أُؤنبئكم .
6- إسقاط الهمزة الأولى من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين ، الهمزة الأولى آخر الكلمة الأولى ، والهمزة الثانية أول الكلمة الثانية ، إذا كانت الهمزتان متفقتي الحركة مفتوحتين مثل ( ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ) .
أما إذا كانتا متفقتي الحركة مكسورتين أو مضمومتين فإنه يسهل الهمزة الأولى نحو ( هَؤُلاَء إِنْ كُنتُمْ ) ، ( أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ ).
فقالون يسهل الهمزة الأولى وليس له في الهمزة الثانية في الأحوال الثلاثة إلا التحقيق ، إما إذا كانت الهمزتان مختلفتي الحركة ، فإنه يسهل الثانية منهما بين بين ، نحو ( وَجَاءَ إِخْوَةُ )، ( جَاءَ أُمَّةً ) في حالة الأولى مفتوحة والثانية مكسورة ، أو الثانية مضمومة ، ويبدلها ياء خالصة إذا كانت الأولى مكسورة والثانية مفتوحة نحو ( مِنْ السَّمَاءِ آيَةً ) ويبدلها واو خالصة إذا كانت الأولى مضمومة والثانية مفتوحة نحو ( لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ ) ويبدلها واواً ، أو , يسهلها بين بين إذا كانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة نحو ( يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى ) وليس له في الأولى من المختلفين إلا التحقيق في الأنواع جميعها .
7- تقليل لفظ ألف التوراة بخلف عنه في جميع القرآن ، ولا إمالة له إلا في هذه الكلمة (هار ) في ( شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ) في سورة التوبة .
8- فتح ياء الإضافة إذا كان بعدها همزة مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة نحو ( إِنِّي أَعْلَمُ ) و ( فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ ) و ( إِنِّي أُرِيدُ ) أو كان بعدها أداة التعريف نحو ( عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) على تفصيل في ذلك .
9- إثبات بعض الياءات الزائدة في الوصل نحو ( يَوْمَ يَأْتِ ) في هود ( ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ) الكهف على تفصيل محصورة في كتب القراءات .

منهج ورش

1- له بين كل سورتين ثلاثة أوجه : البسملة ، السكت ، الوصل ، والوجهان بلا بسملة وله بين الأنفال وبراءة ثلاثة أوجه : القطع ، السكت ، الوصل ، والثلاثة من غير البسملة ، مثل قالون .
2- له في المدين المتصل والمنفصل ، الإشباع المد بقدر ست حركات .
وليس في القراء من يقرأ بالتوسط والمد في البدل واللين غيره .
له في البدل ، القصر والتوسط والإشباع ، وله في اللين التوسط والمد المشبع .
3- يرقق الراء المفتوحة ، نحو خيراً ، والمضمومة خيرٌ بشروط .
4- يغلظ اللامات المفتوحة إذا وقعت بعد حرف الظاء والطاء والصاد المفتوحتان أو الساكنان نحو الصلاة ، بطل ، مطلع ، ظلم ، وليس من القراء من يرقق الراءات ويغلظ اللامات غيره .
5- يقرأ الهمزتين المجتمعتين في كلمة بتسهيل الثانية بين بين ، من غير إدخال ، وبإبدال حرف مد ألفاً إذا كانت مفتوحة ، أما إذا كانت مكسورة أو مضمومة فليس له فيها إلا التسهيل .
6- الهمزتان المجتمعتان في كلمتين المتفقتين في الحركة ، يسهل الهمزة الثانية ، وله إبدالها حرف مد ، أما الهمزتان المجتمعتان في كلمتين المختلفتان في الحركة فيقرأ الثانية منهما كقالون .
7- يبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واواً إذا كانت فاء للكلمة نحو ( مُؤَجَّلاً ) .
أما إذا كانت الهمزة ساكنة يبدلها حرف مد إذا كانت فاء للكلمة إلا ما استثنى .
8- يضم ميم الجمع ويصلها بواو إذا كان بعدها همزة قطع نحو ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ ) .
9- يدغم دال قد في الضاد نحو ( قَدْ ضَلَّ ) ، وفي الظاء نحو ( قَدْ ظَلَمَ ) ، ويدغم تاء التأنيث في الظاء نحو ( كَانَتْ ظَالِمَةً ) ، ويدغم الذال في التاء نحو ( أَخَذْتُمْ ) .
10- يشترك مع قالون في ياءات الإضافة فيفتح ما يفتحه قالون ويسكن ما يسكنه منها ، وهناك ياءات يفترقان فيها .
11- يشترك مع قالون في الياءات الزائدة إلا مواضع افترقا فيها بينت في محلها .