قراءة لهذا الموضوع

الرقمالبيتالشرح
714وَفِي مُرْدِفِينَ الدَّالَ يَفْتَحُ نَافِعٌ وَعَنْ قُنْبُلٍ يُرْوَى وَلَيْسَ مُعَوَّلاَأي وليس معولا عليه قال صاحب التيسير قرأ نافع-مردفين -بفتح الدال وكذلك حكى لي محمد ابن أحمد عن ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل قال وهو واهم ، قلت والقائل بأنه وهم هو ابن مجاهد فإنه قال في كتاب السبعة له من رواية ابن بدهن قرأت على قنبل مردفين بفتح الدال مثل نافع وهو وهم حدثني الجمال أحمد ابن يزيد عن القواس عن أصحابه مردفين بكسر الدال ، قلت والقواس هو شيخ قنبل وكان قنبل سنة قرأ عليه ابن مجاهد قد اختلط على ما بيناه عند اسمه في الخطبة في الشرح الكبير واختار أبو عبيد قراءة الفتح قال وتأويله أن الله تعالى أردف المسلمين بهم قال وكان مجاهد يفسرها ممدين وهو تحقيق هذا المعنى قال وفسرها أبو عمرو على قراءة الكسر أردف بعضهم بعضا قال أبو عبيدة فالإرداف أن يحمل الرجل صاحبه خلفه ولم يسمع هذا في نعت الملائكة يوم بدر فإن تأول بعضهم مردفين بمعنى رادفين لم أحبه أيضا لأن القرآن لم ينزل بهذه اللغة ألا تسمع قوله تعالى (تتبعها الرادفة) ، ولم يقل المردفة وكذلك قوله تعالى (ردف لكم) ، يقول أردف لكم وقال الفراء مردفين متابعين يردف بعضهم بعضا ومردفين فعل بهم قال الزجاج يقال أردفت الرجل إذا جئت بعده فمعنى مردفين يأتون فرقة بعد فرقة قال أبو علي من قال مردفين احتمل وجهين أحدهما أن يكونوا مردفين مثلهم تقول أردفت زيدا فيكون المفعول محذوفا في الآية والآخر أن يكونوا جاءوا بعدهم ، قال أبو الحسن تقول العرب بنو فلان مردفوننا أي يجيئون بعدنا قال أبو عبيدة مردفين جاءوا بعد وردفني وأردفني واحد فمردفين صفة للألف الذين هم الملائكة ومردفين على أردفوا الناس أي أنزلوا بعدهم فيجوز على هذا أن يكون حالا من الضمير المنصوب في ممدكم مردفين بألف من الملائكة والله أعلم
715وَيُغْشِي (سَمَا) خِفًّا وَفِي ضَمِّهِ افْتَحُوا وَفِي الْكَسْرِ (حَقًّـ)ـا وَالنُّعَاسَ ارْفَعُوا وِلاَخفا تمييز أو حال أي ارتفع تخفيفه أو ارتفع خفيفا أي ذا خف يعني تخفيف الشين مع سكون الغين والباقون بفتح الغين وتشديد الشين وهما لغتان سبق ذكرهما في الأعراف وزاد ابن كثير وأبو عمرو على تخفيف الشين فتحها وفتح الياء الأولى وانقلبت الياء الأخيرة ألفا لانفتاح ما قبلها فقرءا مما يغشاكم مضارع غشى كعمى يعمى فهذا معنى قوله وفي ضمه افتحوا يعني ضم الباء وفي الكسر يعني كسر الشين فتحوا أيضا فتحا حقا والتقدير حق ذلك حقا ولزم من قراءتهما يغشى أن يرتفع النعاس على الفاعلية وأن ينتصب في قراءة غيرهما على المفعولية ليتعدى الفعل إليه بالزيادة على غشى همزة أو تضعيفا فهذا معنى قوله والنعاس ارفعوا أي لمدلول حقا ولا بالكسر أي ذوى ولاء أي متابعة
716وَتَخْفِيفُهُمْ فِي الأَوَّلِينَ هُنَا وَلكِنِ اللهُ وَارْفَعْ هَاءهُ (شَـ)ـاعَ (كُـ)ـفَّلاَيعني الأولين (ولكن الله قتلهم)-(ولكن الله رمى) احتراز من (ولكن الله سلم)-(ولكن الله ألف بينهم) ، فإنهما مشددان بلا خلاف وموضع قوله-ولكن الله-نصب على أنه مفعول وتخفيفهم أي وتخفيفهم-ولكن الله-في الموضعين الأولين أي تخفيف هذا اللفظ ولهذا قال وارفع هاءه أي الهاء من اللفظ المذكور وهي التي في اسم الله تعالى وفي الأولين هو خبر المبتدإ ويجوز أن يكون من جملة ما تعلق بالمبتدأ والخبر شاع وقوله وارفع هاءه وقع معترضا لأنه من تتمة القراءة فليس بأجنبي وقد سبق تعليل القراءتين في (ولكن الشياطين كفروا) ، وكفلا جمع كافل ونصبه على التمييز
717وَمُوهِنُ بِالتَّخْفِيفِ (ذَ)اعَ وَفِيهِ لَمْ يُنَوَّنْ لِحَفْصٍ كَيْدَ بِالْخَفْضِ عَوَّلاَيريد (موهن كيد الكافرين) ، وهنت الشي وأوهنته واحد أي جعلته واهنا ضعيفا وتنوين موهن ونصب كيد هو الأصل لأنه اسم فاعل نصب مفعوله وإضافة حفص إضافة تخفيف نحو-بالغ الكعبة-في قراءة الجميع وبالغ أمره-في قراءة حفص أيضا كما سيأتي ومعنى ذاع انتشر وقوله لم ينون أي لم يقع فيه تنوين لحفص فالفعل مسند إلى الجار والمجرور ولا ضمير فيه يرجع إلى موهن أغنى عن ذلك قوله وفيه وكيد مبتدأ وخبره عول عليه
718وَبَعْدُ وَإِنَّ الْفَتْحُ (عَمَّ عُـ)ـلاَ وَفِيهِمَا الْعُدْوَةِ اكْسِرْ (حَقًّـ)ـا الضَّمَّ وَاعْدِلاَيعني وبعد موهن (وأن الله مع المؤمنين) ، الفتح فيه عم علاه أو عم ذا علا وهو على إضمار حرف الجر أي ولأن الله مع المؤمنين امتنع عنا فئتكم وقرأ الباقون بكسر وأن على الاستئناف والعدوة بكسر العين وضمها لغتان وهي جانب الوادي وقيل المكان المرتفع وقوله فيهما لأنها في موضعين (إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى) ، وهي مخصوصة في العلم حكاية لما في القرآن وإنما موضعها رفع بالابتداء وتقدير الكلام والعدوة اكسر الضم في موضعيها ويجوز أن يكون العدوة بدلا من الضمير في فيهما أو في عطف بيان أي اكسر الضم فيهما ثم بين ما أضمره فقال العدوة كقولك رأيته زيدا ومررت به زيد ، فإن قلت كيف بدل مفردا من ضمير تثنية وأنت لا تقول رأيتهما زيدا بل يجب أن تقول زيدا وعمرا أو الزيدين أو نحو ذلك قلت لما كان المضمر في هذا النظم لفظا متحدا لم يحتج إلى تثنية اللفظ المثنى بل اللفظ المفرد كاف في البيان كالتمييز في عشرون رجلا لما كان الغرض بيان حقيقة المعدود المتحد الجنس كفى في بيانه لفظ مفرد فكذا هذا ولما كان المضمر في قولك رأيتهما ومررت بهما يحتمل الاختلاف لزم البيان بلفظ التثنية أو ما يقوم مقامه والكلام في حقا كما سبق إما نعت مصدر محذوف أي اكسر الضم كسرا حقا وهو مصدر مؤكد أي حق ذلك حقا والألف في واعدلا بدل عن نون التأكيد الخفيفة أراد واعدلن قال الشيخ لأن أبا عبيد زعم أن الضم أعرب اللغتين وأكثرهما وقد ذكر اليزيدي أن الكسر لغة أهل الحجاز وأنكر أبو عمرو الضم فأعدل أنت ويقال العدوة بالفتح أيضا والله أعلم
719وَمَنْ حَيِيَ اكْسِرْ مُظْهِرًا (إِ)ذْ (صَـ)ـفَا (هُـ)ـدًى وَإِذْ يَتَوَفَّى أَنِّثُوهُ (لَـ)ـهُ (مُـ)ـلاَيريد (ويحيى من حي عن بينة) ، أصل هذا المدغم حيي بياءين على وزن عمى فأدغم أراد كسر الياء الأولى مظهرا لما كان أدغم في قراءة الغير وللباقين افتح مدغما وهما لغتان نحو عيى وعى وهدى تمييز أو حال أي صفا هداه وصفا ذا هدى كما سبق في عم علا وغيره والتأنيث والتذكير في (يتوفى الذين كفروا الملائكة) ، سبق نظيرهما في-تأتيهم الملائكة-في آخر الأنعام واللفظ الفاصل هنا بين الفعل والفاعل أكثر منه ثم فلهذا كان الأكثر هنا على التذكير وثم على التأنيث والملا بضم الميم جمع ملاءة وهي الملحفة كنى بذلك عن الحجج وقد سبق أيضا تفسيره
720وَبِالْغَيْب فِيهَا تَحْسَبَنَّ (كَـ)ـمَا (فَـ)ـشَا (عَـ)ـمِيمًا وَقُلْ فِي النُّورِ (فَا)شِيهِ (كَـ)ـحَّلاَيريد (ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا) ، فقراءة الخطاب ظاهرة الذين كفروا سبقوا مفعول بلا تحسبن والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأما القراءة بالغيب فعلى تقدير ولا يحسبن الرسول أو حاسب فبقي الذين كفروا سبقوا مفعولين كما ذكرنا وقيل الذين كفروا فاعل يحسبن وسبقوا المفعول الثاني والأول محذوف تقديره إياهم سبقوا كذا قدره أبو علي وهو معنى تقدير أبي عبيد وغيره حين قالوا لا تحسبنهم سبقوا وقيل سد سبقوا مسد المفعولين على تقدير أنهم سبقوا أو أن سبقوا أو بأن قدره أبو علي أيضا ثم حذفت أن واسمها اختصارا للعلم بمكانها ومعنى سبقوا فاتوا كما قال سبحانه في موضع آخر (أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا) ، والذي في النور (لا يحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض) ، يتوجه فيه جميع الوجوه المذكورة إلا الأخير منها وهو تقدير أنهم سبقوا لأن لفظ معجزين منصوب نعم يقوم مقامه وجه آخر لا يتأتى هناك وهو أن يكون معجزين مفعولا أولا وفي الأرض مفعولا ثانيا أي لا تحسبن أن في الأرض من يعجز الله وقوله عميما حال من الضمير في فشا ومعناه اشتهر في حال عمومه يشير إلى أنه مقدر بقولنا لا يحسبن أحد وكحلا بالتشديد مبالغة في كحل عينه استعاره هنا على أنه شفا أو بصر ونور وهدى ونحو ذلك والله أعلم
721وَإِنَّهُمُ افْتَحْ (كَـ)ـاِفيًا وَاكْسِرُوا لِشُعْبَةَ السَّلْمَ وَاكْسِرْ فِي الْقِتاَلِ (فَـ)ـطِبْ (صِـ)ـلاَيريد (إنهم لا يعجزون) ، كسره على الاستئناف والفتح على تقدير لأنهم وقيل هو مفعول لا يحسبن على تقدير أن لا زائدة لأن ابن عامر الذي فتح أنهم يقرأ لا يحسبن بالغيب وتكون زيادة لا هنا كما سبق في الأنعام ، (أنها إذا جاءت لا يؤمنون) ، بكسر السين وفتحها لغتان واللام ساكنة فيهما ويقال أيضا بفتح السين واللام ومعنى الجميع المسالمة والمصالحة يريد-وإن جنحوا للسلم-ولهذا قال فاجنح لها لما كان السلم بمعنى المسالمة والذي في سورة القتال (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم) ومعنى قوله فطب صلا أي ذكاء لأنه قد سبق أن صلاء النار هو استعارها ويعبر به عن الذكاء كما يقال هو يتوقد ذكاء ويجوز أن تكون إشارة إلى نار القرى التي يهتدي بها الأضياف والتي تصلح طعامهم أي طب نارا على معنى طب قرى لأضيافك أي طب علما لمن قصدك مستفيدا فصلا تمييز والله أعلم
722وَثَانِي يَكُنْ (غُـ)ـصْنٌ وَثَالِثُهاَ ثَوَى وَضُعْفاً بِفَتْحِ الضَّمِّ (فَـ)ـاشِيهِ (نُـ)ـفَلايريد (وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا) ، هذه هي الثانية تذكير يكن وتأنيثها لأن الفعل مسند إلى مائة وتأنيثها غير حقيقي وقد وقع الفصل بين الفعل وبينها فحسن التذكير وأ التأنيث فهو الأصل نظرا إلى لفظ علامة التأنيث في مائة والثالث قوله تعالى بعد ذلك (فإن تكن منكم مائة صابرة) ، الكلام فيه كما سبق في الثانية لكن أبو عمرو فرق بينهما في قراءته فأنث الثالث كما وصف المائة بقوله صابرة فتأكد التأنيث في الموصوف بتأنيث الصفة فقوى مقتضى مشاكلة التأنيث في يكن وإنما قال ثاني وثالث لأن قبلهما أول لا خلاف في تذكيره وهو ( إن يكن منكم عشرون) ، وبعدهما رابع لا خلاف في تذكيره أيضا وهو (وإن يكن منكم ألف) ، ودلنا على أن مراده التذكير في الثاني والثالث إطلاقه وعدم تقييده وأما (وعلم أن فيكم ضعفا) ، ففتح الضاد وضمها فيه لغتان ومعنى نفلا أي أعطى نفلا وهي الغنيمة والله أعلم
723َوِفي الرُّومِ (صِـ)ـفْ (عَـ)ـنْ خُلْفِ (فَـ)ـصْلٍ وَأَنِّثْ انْ يَكُونَ مَعَ الأَسْرَى الأُسَارى حُلاً (حَـ)ـلاَيريد قوله تعالى (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا) ، الخلاف في الثلاثة كالتي في الأنفال غير أن حفصا اختار الضم في ثلاثة الروم لما نذكر فصار له وجهان فلذا ذكر عنه خلافا دون أبي بكر وحمزة قال صاحب التيسير في سورة الروم أبو بكر وحمزة من ضعف في الثلاثة بفتح الصاد وكذلك روى حفص عن عاصم فيهن غير أنه ترك ذلك واختار الضم اتباعا منه لرواية حدثه بها الفضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه ذلك بالضم ورد عليه الفتح وأباه قال وعطية يضعف وما رواه حفص عن عاصم عن أئمته أصح وبالوجهين آخذ في روايته لأتابع عاصما على قراءته وأوافق حفصا على اختياره ، قلت وهذا معنى قول ابن مجاهد عاصم وحمزة من ضعف بفتح الضاد ثم قال حفص عن نفسه بضم الضاد فقوله عن نفسه يعني اختيارا منه لا نقلا عن عاصم وفي كتاب مكي قال حفص ما خالفت عاصما في شيء مما قرأت به عليه إلا ضم هذه الثلاثة الأحرف قال أبو عبيد وبالضم يقرأ اتباعا للغة النبي صلى الله عليه وسلم سمعت الكسائي يحدث عن الفضل بن مرزوق عن عطية العوفي قال قرأت على ابن عمر-الله الذي خلقكم من ضعف بالفتح-فقال إني قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأت-فقال لي من ضعف ، قال أبو عبيد يعني بالضم قوله وأنث أن يكون أراد قوله تعالى (أن يكون له أسرى) ، فألقى حركة أن على ثاء أنث وقد سبق أن تأنيث الجمع غير حقيقي فيجوز تذكير الفعل المسند إليه ثم قال مع الأسرى الأسارى يعني (قل لمن في أيديكم من الأسرى) ، يقرؤه أبو عمرو-الأسارى-وكلاهما جمع أسير ولا خلاف في الأولى-أن يكون له أسرى-وهو غير ملبس لأنه ذكرها معرفة باللام وتلك هي الثانية واتفق للناظم هنا اتفاق حسن وهو تكرير الرمز في حلا حلا بعد تكرر كلمتي القراءة وهما تكون والأسارى فأنث أبو عمرو تكون وقرأ الأسارى ولم يرمز لقراءة تكون فجاء تكرير الرمز بعد الأسارى مناسبا حسنا وإن كان لو لم يكرره لجاز كما جمع في البقرة مسئلتين لابن عامر في قوله-عليم وقالوا- وقال في آخر البيت كفلا وكما جمع لحمزة ثلاث مسائل في آل عمران في قوله-سنكتب وقال في آخر البيت فتكمل وتارة يكرر الرمز من غير تكرار الحرف المختلف فيه نحو اعتاد أفضلا نمنى علا علا وإنما اتفق له مناسبة التكرار هنا وقوله مع الأسرى أي مع قراءة موضع الأسرى الأسارى ومن الممكن أن يقدر مع قراءة الأسرى موضع الأسارى فيفيد ضد المقصود ولكنه هنا لفظ بقراءتين من غير قيد فالرمز للثانية منهما كقوله سكارى معا سكرى وعالم قل علام شاع ولو كان قال وفي الأسرى الأسارى لكان أظهر ولكنه قصد مزج الموضعين من غير تخلل واو فاصلة بينهما ولو قال بالواو لكان له أسوة بقوله و-كن فيكون-وحلا في موضع نصب على الحال من فاعل أنث أي أنث تكون مع قراءتك الأسارى ذا حلا وحلا صفة حلا وقال الشيخ رحمه الله معنى أن يكون مع الأسرى أي أنثه مصاحبا له والأسارى مبتدأ وحلا حلا خبره ، قلت هذا مشكل فإن تكون في القراءة مصاحبة للأسارى لا للأسرى إن أراد أن يجمع قراءتي أبي عمرو وإن أراد بالمصاحبة المذكور في التلاوة بعد يكون فتلك أسرى لا أسارى كما سبق بيانه ثم لو كان بعد يكون لفظ الأسرى لبقيت قراءة الجماعة في موضع الخلاف لا دليل عليها فإن ذلك لا يفهم من لفظ الأسارى والله أعلم
724وَلاَيَتِهمْ بِالْكَسْرِ (فُـ)ـزْ وَبِكَهْفِهِ (شَـ)ـفَا وَمَعًا إِنِّي بِيَاءَيْنِ أَقْبَلايريد (ما لكم من ولايتهم من شيء) ، وفي الكهف (هنالك الولاية لله الحق) ، قال أبو عبيد يقال مولى بين الولاية من ولايتهم إذا فتحت فإذا كسرت فهو من وليت الشيء قال الزجاج الولاية من النصرة والنسب بفتح والتي بمنزلة الإمارة مكسورة قال وقد يجوز كسرها لأن في تولي بعض القوم بعض جنسا من الصناعة والعمل وكلما كان من جنس الصناعة مكسور مثل القصارة والخياطة قال أبو علي قال أبو الحسن ما لكم من ولايتهم من شيء هذا من الولاية فهو مفتوح وأما في السلطان فالولاية مكسورة وكسر الواو في الأخرى لغة وليست بذلك قال أبو عبيد والذي عندنا في هذا الأخذ بفتح الواو في الحرفين جميعا يعني في الأنفال والكهف قال لأن معناهما من الموالاة في الدين وأما الولاية فإنما هي من السلطان والإمارة ولا أحبها في هذا الموضع وقال الفراء (ما لكم من ولايتهم من شيء) ، يريد من مواريثهم من شيء وكسر الواو في-من ولايتهم-أعجب إلي من فتحها لأنها إنما تفتح إذا كانت نصرة أكثر ذلك وكان الكسائي يذهب إلى النصرة بفتحها ولا أظنه علم التفسير ويختارون في وليته ولاية الكسر وقد سمعناها بالفتح والكسر في معنييهما جميعا والهاء في قوله وبكهفه للقرآن للعلم به وإني بياءين أي في موضعين وهما (إني أرى ما لا ترون)-(إني أخاف الله) ، فتحها الحرميان وأبو عمرو وقوله معا تأكيد وكذا أقبلا والألف في آخره ضمير الياءين أي إني ملتبس بياءين أقبلا معا وإن كان أقبل خبر إني والتقدير إني أقبل بياءين معا فالألف للإطلاق